تفاصيل قتل سائحتين أجنبيتين بتوبقال.. رعب مزروع وسياحة مهددة!

أرخت الجريمة “الشنعاء” التي ارتكبت في حق سائحتين أجنبيتين، بضلالها على منطقة توبقال الجبلية بالمغرب، إلى درجة أن تعد ذلك المستوى الوطني ليبلغ العالمي، بعد أن ارتبكت في منطقة معروفة دوليا باستقطابها لعدد كبير من السياح الأجانب الذين يجدون فيها ملاذا آمنا لتحقيق متعتهم، ليتحول الأمر بعد ذلك إلى خلاف ما كان عليه، بعدما استباحت وحوش آدمية جسدي شابتين ونالت مبتغاها قبل أن يتم فصل رأسيهما عن جسديهما.

جريمة واعتقال.. وبحث عن شركاء!

“الجريمة” التي كان لها صدى كبير والتي استنكرها الصغير قبل الكبير، اكتشفت بعد العثور صبيحة أول أمس الاثنين 17 دجنبر الجاري، على جثتي السائحتين الأجنبيتين، إحداهما من جنسية نرويجية وأخرى دنماركية، تحملان آثار عنف على مستوى العنق باستعمال السلاح الأبيض، وذلك بمنطقة جبلية معزولة وغير محروسة على بعد 10 كيلومترات عن مركز إمليل بإقليم الحوز في اتجاه قمة جبل توبقال.

لم يكن أحد يصدق في بادئ الأمر أنه في أكثر المناطق الجبلية المعروفة عالميا يمكن أن تقع هناك جريمة بهذا الشكل، جريمة أقل ما يمكن عنها أنها تفتقد لأبسط شروط الإنسانية، إلا أن الحادثة حصلت، لتسارع بذلك السلطات الأمنية بمختلف تلاوينها قادها المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني وبتعاون وتنسيق وثيقين مع مصالح الدرك الملكي والأمن الوطني، ليتم الاهتداء في ظرف وجيز إلى توقيف شخص أمس الثلاثاء، يشتبه في تورطه في ارتكابه هذا الفعل الجرمي.

“المشتبه فيه” الموقوف بمدينة مراكش وبعد بحث وتحري من طرف الأجهزة الأمنية، تبين أنه لم يكن وحده في هذا الفعل، بل هناك مشتبهين فيهم آخرين تتواصل التحريات لتوقيفهم بعدما تم تشخيص هوياتهم، وذلك للاشتباه في مساهمتهم في تنفيذ هذه الأفعال الإجرامية.

تداعيات الجرم المقترف!

بحكم أن المنطقة سياحية بامتياز وطنيا ودوليا، فقد كان لهذه الجريمة الأثر البالغ، إذ وبحسب ما علم من مصادر محلية، فإن عددا كبيرا من السياح الأجانب قاموا بإلغاء حجوزاتهم من الفنادق والقصبات، الأمر الذي معه طبع خوفا وهلعا في صفوف ساكنة المنطقة التي ما يقارب 80 في المائة أبنائها يعيشون بالسياحة.

انقطاع السباحة بالمنطقة، تضيف المصادر ذاتها، من شأنه أن يعرض العديد من الأسر إلى التشرد والضياع على اعتبار أنه لا وجود لبديل اقتصادي يعيلهم.

وتأتي هذه الجريمة في الوقت الذي كان فيه كثيرون يستعدون للاحتفال برأس السنة الميلادية الجديدة، والذي صاحب ذلك توفر العديد من الحجوزات بالفنادق والقصبات والمشاريع السياحية، إلا أنه وبعد وقوع الجريمة تلقى أبناء المنطقة اتصالات هاتفية تقضي بإلغاء الحجوزات، ما شكل ضربة موجعة للسياحة بالمنطقة.

ارتباط الفعل الجرمي بسائحتين، يشدد مصدر “موثوق” أنه جعل السفيران النرويجي والدنماركي يصلان إلى مراكش منذ أمس الثلاثاء، مؤكدا في الوقت ذاته أن وفدا أمنيا هاما من السفارتين النرويجية والدنماركية قدم إلى مكان وقوع الجريمة بـ”شامهاروش” لمتابعة التحقيقات وتفاصيل مقتل السائحتين.

استنكار ومطالب عاجلة!

حنق شديد طال الساكنة بعد ارتكاب هذه الجريمة التي وصفتها بـ”الصادمة” و”الغريبة” على المنطقة وثقافتها وأبنائها الذين يعيشون مع السياح الأجانب في أمن وأمان.

وأكد منتدى توبقال للثقافة الأمازيغية وحقوق الإنسان، في بلاغ له، أن هذه الجريمة “غريبة عن قيمنا وثقافتنا”، مطالبا “السلطات الأمنية بكشف تفاصيل هذه الجريمة المقززة، وتقديم المتورطين فيها للعدالة في أقرب وقت ممكن”.

ودعا المنتدى الحقوقي جميع ساكنة المنطقة لـ”الوقوف صفا واحدا ضد هذه الأفعال الإجرامية التي تسيء للمنطقة والتصدي لكل المحاولات اليائسة التي تسعى لنشر الخوف والرعب في نفوس السياح الأجانب”.

وفي اتصال هاتفي مع رئيس المنتدى المذكور، منتصر إثري، أكد أن الساكنة تستنكر هذا العمل الإجرامي الذي قام على الذبح، واصفا إياه بكونه “أعلى ما يمكن أن يتصوره المرء في تاريخ المنطقة أن يصل إلى عملية الذبح وتفريق الرأس عن الجثة”.

وشدد إثري، أنه لا ينبغي أن تشكل هذه الجريمة تخوفا من أناس المنطقة، التي عرف قاطنوها بالتضحية من أجل الغير، مبرزا أن هناك عديدا من اللحظات الموثقة التي ضحى فيها أبناء المنطقة بحياتهم من أجل إنقاذ سياح وأجانب، مشيرا أنه سبق أن لقي مرشد سياحي مصرعه مؤخرا أثناء محاولة إنقاذ شخص آخر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.