تفشي ظاهرة “التسول الإلكتروني” عبر مواقع التواصل الاجتماعي

منذ بدء استخدام الشبكة العنكبوتية، ظهر التسول الإلكتروني بإرسال رسائل عبر الـ Email طلباً للمساعدات المالية، وفي السنوات القليلة الأخيرة، استفحلت الظاهرة أكثر مع تعدد وسائل التسول عبر الأنترنيت بالمغرب، حيث لجأ العديد من أفراد الأسر التي تعيش أوضاعا معيشية صعبة، إلى استعمال برامج التواصل الاجتماعي منها الفيس بوك و تويتر لطلب المساعدة.
الظاهرة تفاقمت وطفت على السطح “طلبات المساعدة المالية الإلكترونية”، لتوفير مُتطلبات الحياة، أو المُساعدة في علاج مريض يعاني من مرض خطير، أو جمع تبرعات لضحايا حوادث السير، عبر حسابات أغلبها وهمية، تركز على الجانب العاطفي، وسرد القصص المأساوية، غير أنه في كثير من الأحيان تكون قصص زائفة، إذ يتفننون في ابتكار وابتداع عمليات وهمية لهم ولأطفالهم وجمع تبرعات هائلة .
و كثيرا ما يلتجئ عدد كبير من الهاكرز الذين يخترقون حسابات العديد من الأشخاص عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى بعث رسائل نصية لأصدقائهم و أقارب الضحايا “بأنهم في مكان منعزل و في حاجة ماسة إلى النقود، أو يقوم بطلب تعبئة للهاتف الجوال” حيث تكون المفاجأة أن الشخص لا علم له بالموضوع و أن عدد من المقربين لديه تعرضوا للإبتزاز من حسابه، و طلب منهم “المُتسولون الإلكترونيون” مُساعدة المالية بمبالغ مالية كبيرة في قصص متنوعة.
المتسولون عادة ما يتمتعون بذكاء اجتماعي عال جدا في انتقاء الكلمات المؤثرة، و التي تستعطف الهدف للحُصول على المال، بتوظيف الوسائل و التقنيات في التسول ، فيمكن لهذه الوسائل أن توصل من يتعامل بها العالم، من خلال عرض صور أو أخبار تظهر حالات مأساوية أو حرجة وبحاجة ماسة لمساعدات مالية من خلال واقع مركب ومشوه يجافي الحقيقة.
القانون المغربي يعاقب حول آفة التسول، فالفصل ” 326_يعاقب بالحبس من شهر إلى ستة أشهر من كانت لديه وسائل التعيش أو كان بوسعه الحصول عليها بالعمل أو بأية وسيلة مشروعة, ولكنه تعود ممارسة التسول في أي مكان كان”، كما يعاقب الفصل 327 يعاقب كل متسول يستعمل التهديد أو يدعي عاهة أو مرض، أو يقوم باصطحاب أطفال من غير فروع المتسول بالسجن من ثلاثة اشهر إلى سنة”، كما يعاقب الفصل 328 من القانون الجنائي” يعاقب بالعقوبة المشار إليها في الفصل السابق من يستخدم في التسول, صراحة أو تحت ستار مهنة أو حرفة ما,أطفالا يقل سنهم عن ثلاثة عشر عاما.”.
هذا و لا يمكن لأحد أن يجادل في أن التسول آفة اجتماعية مصدرها الفاقة والعوز، لكن هناك من يستغل عطف الناس وكرمهم ليحول التسول إلى تجارة تدر عليه الملايين، خصوصا على صفحات التواصل الاجتماعي مع استغلال عكسي للتكنولوجيا في بلد اتخذ التسول كحرفة، فالمشكل الأساسي يكمن في التعود على الربح السهل والمتاجرة بـ”ماء الوجه”.

راديو تطوان-عادل دادي

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.