ذكرياتي مع “الأستاذ”- الحلقة 3

الحلقة: 3
” الأستاذ” محلل رياضي

كنت وزميلي الزكاري مسئولين عن القسم الرياضي بوكالة شراع. وبالرغم من الظروف المادية الضاغطة حينذاك، فقد كان الصديق أيمن مشبال، يمدني ببعض المجلات والجرائد الإسبانية، لأكون على إلمام بما يجري في الساحة الرياضية بجارتنا الشمالية.
غير أنني لم أكن لأكتفي بهذه (التسهيلات)، فقد اهتديت إلى خطة ذكية، لكنها جد متعبة. كنت أسجل كل ما ينقله الواصفون الرياضيون بالإذاعة الوطنية الإسبانية. ومن تلك التسجيلات، أستخرج مجموعة من الأخبار، لم تكن في مجملها مرتكزة على النتائج التقنية، بل هي عبارة عن أخبار وتواريخ وأحدات وأسماء قديمة وحديثة.
وكانت جريدة الإتحاد الإشتراكي تحتفي بقصاصاتي، وتنشرها كل خميس. وهذا سر عدم اهتمامي بكل ماهو تقني، لأن النتائج حسب التعبير الصحافي، تكون حين نشرها (بايتة).
كان الأستاذ بعدما ينهي أشغاله صباح الإثنين، يطلبني للجلوس معه، فيشرع في طرح أسئلة دقيقة حول LA LIGA. هذه الأسئلة كانت تشعرني، وكأنني أُمتحَن. وما أن يتأكد من متابعتي اللصيقة لما أكتب عنه، حتى ينطلق في تحليل مقابلة شاهدها.
ورغم انتمائه اللامشروط لفريق العاصمة الثاني ATLETCO MADRID، فإن الرجل كان موضوعيا في تحليله وتقييمه للفرق والحكام واللاعبين.
في وقت لاحق، سأعرف منه أنه خلال تواجده بالقاهرة، لعب لإحدى الفرق المصرية.
كنت أنتهز لحظة صفاء تلك، فأقول له مبتسما:
_ نحن (السي الزكاري وأنا) نجد صعوبة في ولوج الملاعب الرياضية مادمنا لا نتوفر على بطاقة انتماء لجسم صحافي محدد.
فكان يرد على ابتسامتي بابتسامة مماثلة، لكنها تكون مؤشرا على قرب انتهاء الجلسة . ثم يقول:
_ لا عليك السي البشير. أنا أعرف أنك تستطيع أن تتدبر أمرك بطريقتك الخاصة …
والحقيقة أنه كانت بحوزتي بطاقة باسم فريق اتحاد طنجة، منحني إياها الصديق العزيز الحاج الطيب الرامي زمن ترأسه لفريق المدينة الأول بمعية محمد الأمين الخصاصي ومحمد ازباخ الشهير بالخمسي…(يتبع)

الاستاذ الإعلامي البشير المسري

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.