ذكرياتي مع ” الأستاذ” – الحلقة 6

 الحلقة 6

حوار التواصل

وأنا في حجرة التحرير، أصحح مادة مع السيدة ليلى، وصلني صوته: _ البشير هرولت نحو مكتبه، لا ألوي على شيء. وما أن استأذنت بالدخول، حتى أشار إليَّ بالجلوس دون أن يرفع عينيه عما بيديه. وفجأة، وبعد أن أشعل سيجارته (الزرقاء)، وأخذ منها نفسا عميقا، سألني: – أتعرف سلسة كتاب ” إقرأ” المصرية؟. – نعم أستاذ. اكتشفتها، وأنا تلميذ بالسلك الإعدادي، وكنت وصديقي الدكتور عبد الجبار العلمي، نشتري النسخة الواحدة منها مناصفة من مكتبة المرحوم الگورفطي بسبعين سنتيما، وأحيانا كنا نستبدل أعدادها عند مورينو بحي الملاح. _ أنا تعرفت عليها قبلك، حين كنت بالقاهرة. هذا النوع من الكتب، يعرف ب” كتاب الجيب”، إذ يمكنك وضعه في جيبك، وحمله معك حيثما ذهبت. المهم استدعيتك، لأخبرك أن من أهداف “وكالة شراع” إصدار سلسلة كتب على غرار كتاب “إقرأ”، وستكون شهرية، على أن تتحول إلى نصف شهرية. أما ثمنها، فرمزي، عشرة دراهم للنسخة. وسنصدرها تحت شعار” من أجل مجتمع مغربي قارئ”. كما ترى، مشروعنا طموح، لكنه صعب، بالنظر إلى إمكانياتنا المحدودة. لذا يجب أن تتظافر جهودنا جميعا للخروج به إلى حيز الوجود. وأنا أعول عليك ( السي ) البشير. +++++ انتظرت طويلا أن يكلفني ” الأستاذ” مهمة، تتعلق ب” كتاب شراع”. لكنه كان يكتفي من حين لآخر بمدي برزمانة من الأوراق، قصد تصحيح أخطاء الرقن فيها. كنت أقضي معها الليل. وفي النهار، أراجع ما صححته مع الصديقة ليلى الجراري، قبل أن يحيلها أحد الزملاء ومجموع الكتاب على الأستاذ، يومها، كان قد التحق بنا الزميلان العزيزان المختار أرقراقي والمرحوم عبد الجليل الزاوي. وهما معا، كانا يتحملان مسؤولية الكتاب من ألفه إلى يائه. ذات صباح من شهر مارس سنة 1996 . جمعنا ” الأستاذ ” في مكتبه، وهنأنا بصدور باكورة كتب شراع. وكان للمفكر المغربي المهدي المنجرة بعنوان ” حوار التواصل “. إثر ذلك وزع على كل واحد منا نسخة مع إهداء موقع باسمه… … مع شديد الأسف، لقد ضاعت مني نسختي في زحمة الأيام .

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.