فريد غنام: الموسيقى مصدر رزقي .. واشتغلت حارسا للسيارات

أطلّ على الجمهور من شاشة برنامج “ذا فويس”، وحقق شهرة كبيرة منذ بداية مسيرته الفنية بأداء فن “الرّاي”، خاصة حين يتعلق الأمر بأغاني الشاب خالد. ورغم تبخر العديد من الوعود بعد نهاية البرنامج، إلا أنه كسب حب جمهور واسع في الوطن العربي، وربح قلب إحدى معجباته، وأسّسا أسرة صغير.

بمناسبة طرحه لأغنية الجديدة، يرد الفنان فريد غنّام، الملقب بـ”فراولة”، على الشاب خالد، ويتحدث عن طفولته، في حوار مع جريدة هسبريس الإلكترونية.

هل اختيار لون “الراي” لأغنيتك “نسى حكياتها” يعد تحديا للشاب الخالد؟

أغنية “نسى حكايتنا” التي كتبها ولحنّها أنوار مقدور وقام بالتوزيع الموسيقي نوح عبيدي، عبارة عن خليط من الألوان الموسيقية بين “الركادة” القريب من فن “الرّاي” ولون موسيقي حديث من أجل مواكبة التطور الموسيقي الحاصل في المغرب والوطن العربي.

على العكس تماما، لم يكن اختيار “الرّاي” تحديا للفنان الشاب خالد، فهو يظل أستاذي الذي أحترمه وتعلمت منه أشياء كثيرة. وبخصوص تصريحاته في حقّي، لا يمكن أن أقدّم أحكاما جاهزة على كلامه، لأني أجهل تفاصيل وسياق حديثه. أمّا ستايل الأغنية، فهو النمط الذي عرفت به منذ بداية مسيرتي الفنية، وكان من اختيار كاتب وملحن الأغنية.

هل النجاح الذي يعرفه “الرّاي” جعلك تعود إلى لونك الأول؟

الجمهور تعرف عليّ من خلال لون الرّاي، صحيح أنّني قدّمت ألوانا مختلفة مزجت بين اللون الكناوي والفيزيون، لكن لم أفرط يوما في جذوري وما تعلمته منذ الصغر. واليوم، قررت أن أقدّم للجمهور المحب لفن الرّاي هذه الأغنية، والأعمال المستقبلة ستكون من اللون نفسه.

هل ابتعادك عن الموجة الغنائية جعلتك بعيدا عن السّاحة الفنية؟

كل فنان لديه جمهوره، وأنا ضدّ اتباع نمط موسيقي معين دون الاجتهاد، لأن التكرار ومسايرة الموجة يقتل الإبداع، وليس من السهل أن تحقق المستوى الذي تبحث عنه دون اجتهاد. أنا اخترت مساري الفني وقمت بأبحاث كثيرة وما زلت من أجل تقديم أعمال تليق بالذوق الفني المغربي ولا تخدش الحياء.

فراولة كما عرفه الجمهور منذ البداية، يرفض تقديم عمل من أجل الظهور فقط، ولا يهمني إثارة الجدل بأعمال تسيء لمسيرتي الفنية، ما يهمني أن تظل علاقتي بالجمهور جيدة، وأن أبلغ مستوى النضج الموسيقي الذي أبحث عنه.

ألا تعترف بلغة الأرقام من أجل نجاح عمل معين؟

الأرقام التي يحققها كل عمل فني مهمة جدا، لأن، مع الأسف، منظمي المهرجانات والحفلات يربطون نجاح الفنان أو الحفل بنسب المشاهدة على موقع “يوتيوب”، وهذا خطأ لأنّه يقتل الأنواع والأصناف الموسيقية ثم الإبداع.

تحقيق نسب المشاهدة لعمل فني معين مرتبط بتقنيات التسويق والترويج، وهو المشكل الذي يعاني منه العديد من الفنانين، لانّ طريقة الترويج قد تكون خاطئة رغم جودة المنتوج.

هل لديك مصدر عيش آخر غير الفن؟

مصدر رزقي هو الموسيقى، أنا متعدد التخصصات في الموسيقى بين فن تكناويت وفيزيون والعزف على القيثارة. بالإضافة إلى ريبرتواري الفني، الأنواع الموسيقية التي قدّمتها باختلاف ألوانها جعلتني أستمر في المجال الفني، ولدّي حضور بالوطن العربي وبالخارج أقوى منه بالمغرب.

هل الفنان مجبر على الغناء في الملاهي من أجل ضمان استمراريته؟

العديد من الفنانين تجدهم غير راضين عن الغناء في الملاهي أو الفنادق أو المطاعم، لكن دون ذلك لا يمكنهم ضمان استمراريتهم في السّاحة الفنية أو كسب رزقهم.

ليس عيبا أن يحيي الفنان سهرات وحفلات في ملاه ليلية، فقط يجب أن يراعي سمعة هذه الأماكن لكي لا يعاتبه الجمهور على بعض الاختيارات السيئة أحيانا.

العديد من الوعود تبخرت بعد البرنامج.. ماذا ربحت من مشاركتك في “ذا فويس”؟

فراولة أصبح اسما فنيا عربيا، الانتشار والقوة الإعلامية الكبيرة التي أحظى بها اليوم كانت بفضل البرنامج، وربما الشيء الذي كنت أراهن عليه من خلال مشاركتي في البرنامج ولم يتحقق هو الاستمرارية ما بعد “ذا فويس”، فالقبول الذي أحظى به من طرف الجمهور والجهود الذاتية هو ما يضمن استمراريتي.

أي وصل مشروع الديو مع شيرين؟

صحيح أن الفنانة شيرين لم تف بوعدها في إخراج ديو مشترك، نتيجة الأوضاع التي كانت تعرفها مصر بعد انتهاء البرنامج، ثم تصوير أحداث مسلسلها الذي أخذ منها الوقت الكثير، إلا أن علاقتي بها جيدة ومرحبا بي في بيتها بمصر اليوم، إلى جانب ذلك كانت مشاريع ديوهات أخرى مع تامر حسني ومايا كساب، لكنها لم تتحقق وما زلت أجهل السبب.

هل تسمح لابنتك باحتراف الفن؟

حياتي تغيرت بعد ولادة ابنتي سمر، مسؤوليتي أصبحت أكبر، أتمنى أن يقدرني الله على تربيتها. اليوم، ما زالت صغيرة على معرفة ميولها الفني، لكن إذا اختارت هذا الطريق سأكون داعما لها لتستفيد من تجربتي.

مررت من ظروف صعبة في صغرك.. ماهي المهن التي زاولتها؟

زاولت العديد من المهن في صغري، اشتغلت حارسا للسيارات ونادلا في المقهى، وزاولت التجارة وغيرها، لكنني فخور بكل ذلك لأنه بفضل هذه الظروف الصعبة أصبحت شخصا ناضجا وذا شخصية قوية.

لو لم تصبح فنانا.. ماهي المهنة التي كنت ستزاولها؟

لا أعرف، ربما كنت سأصبح سائقا لأنني أرتاح أكثر في السياقة.

 

هسبريس

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.